الدوحة – وكالات:
انطلقت أمس أعمال التسجيل والتوقيع على مسودة عقد التأسيس والنظام الاساسي لشركة الهدف للتنمية الزراعية، وتحديد حصص المساهمين في رأس مال الشركة، باعتبارها شركة مساهمة خاصة قطرية يجري تأسيسها وفقا لأحكام قانون الشركات التجارية رقم (11) لسة 2015. وأكد القائمون على تأسيس الشركة في تصريحات خاصة لـ الشرق أن الهدف من إطلاق أعمال الشركة المساهمة في الجهود الوطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة لدعم جهود الدولة في هذا المجال.
وتوقع أعضاء اللجنة التأسيسية للشركة انطلاق أعمال الشركة في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر مع اكتمال الإجراءات التأسيسية، وأن تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في حدود 50 إلى 60 % في ضوء خطط الإنتاج والتسويق الجاري التخطيط لها، وأضافوا أن قطر بحاجة إلى أكثر من شركة زراعية لتحقيق أمنها الغذائي واستقلالها الاقتصادي، وما يحتاجه رجال الأعمال في هذا الصدد هو الدعم المعنوي والتسهيلات الاستثمارية؛ لأن أصحاب المزارع في قطر يختلفون عن غيرهم في البلدان الأخرى، وذلك نظرا لحجم العائد المتوقع من المشاريع الزراعية والحيوانية في حال العمل على تنميتها، ولأن القائمين على هذه المزارع هم من كبار الشخصيات ورجال الأعمال في الدولة، وهم في كامل الاستعداد لخدمة وطنهم والاستجابة لنداء القيادة الرشيدة بالنهوض بالقطاع الخاص لتحقيق متطلبات التنمية.
وفي تصريح قال رئيس لجنة المؤسسين السيد عبد الله السليطين إن هدف الشركة التي يتم تأسيسها هو خدمة المزارع القطرية ومنتجي الثروة الحيوانية والدواجن والأسماك، ولم شمل أصحاب المزارع التي ستعمل على تأسيس وإدارة وامتلاك وتطوير مزارع ومشروعات زراعية أو شركات ومشروعات تعمل في مجال الثروة الحيوانية وإنتاج الدواجن والأسماك، كما تهتم بتحويل تلك النشاطات لتكون منتجة مع توفير خدمات تسويق وتغليف وتصنيع منتجاتها في دولة قطر، وكذلك ستوفر الآلات والمعدات والمواد والمدخلات الزراعية والحيوانية ومستلزمات الدواجن والثروة السمكية وغيرها. ودعا السليطين أصحاب المزارع القطرية المنتجة ومنتجي الثروة الحيوانية والدواجن والأسماك في قطر إلى المساهمة في الشركة التي ستعود بالنفع والفائدة عليهم، وعلى الوطن، وصولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد من هذه المنتجات طوال العام.
ومن جانبه أكد السيد غانم علي غانم المهندي – عضو اللجنة التأسيسية في تصريح لـ الشرق على أن الرغبة في تأسيس شركة قطرية كانت تحدو أصحاب المزارع القطرية منذ العام 1997 إلا أنه وبحكم رؤية قطر إلى مسألة التكامل الخليجي كنا كرجال أعمال نفسح المجال للشركات الخليجية ونتجنب منافستها في هذه القطاعات، إلا أنه رب ضارة نافعة – فبعد الحصار الجائر كان لابد من النظر بجدية إلى مسألة الإنتاج الزراعي والحيواني لتغطية طلب السوق المحلي والمساهمة مع الدولة لوضع خطة للأمن الغذائي، خاصة وأننا في قطر نمتلك ثروات حيوانية وزراعية كبيرة (حيوانات – دواجن – أسماك) غير مستغلة ولدينا نحو 80 % من المزارع المحلية غير منتجة، وهذا الوضع هو ما تسعى الشركة إلى تغييره من خلال وضع خطط للاستفادة من هذه الثروة ونتوقع من خلال ذلك أن نسهم بنحو 50 إلى 60 % من تأمين الأمن الغذائي بالتعاون مع الشركات الوطنية الأخرى العاملة في المجال.
وهنا يؤكد السيد المهندي أن السوق القطري يحتاج إلى مجموعة شركات وليس شركة واحدة للقيام بمهمة تنشيط الزراعة وتربية الحلال وتطوير الخدمات الزراعية والحيوانية وفي مجال الدواجن واللوجيستيك، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس هذه الشركة للقيام بجزء من هذه المهمة ونرجو أن تكون هناك شركات أخرى لأصحاب الشأن لتكملة ما ستقوم به الشركة. وهناك دور مهم تقوم به شركة حصاد ويخطئ من يقول إن هناك شركتين أو ثلاث أو أربع يمكن أن تغطي حاجة السوق الزراعي والحيواني القطري.
ويقول المهندي إن المزارع القطري يختلف عن غيره من المزارعين في الدول الأخرى، فأصحاب المزارع القطرية هم من كبار الشخصيات في الدولة ورجال الأعمال، والمزارع تقدر قيمتها بعشرات الملايين، ولذا فإن ما يهم المزارع القطري هو الدعم المعنوي لحماية المنتج الوطني وليس الدعم المادي الذي يبحث عنه المزارعون في الدول الأخرى، وهذا ما دفعنا لتأسيس هذه الشركة، فلماذا نعتمد على تجار في دول أخرى، ونحن بإمكاننا الاعتماد على تجارنا القطريين.
وفي ذات السياق أكد السيد ناصر محمد آل مذكور الخالدي – عضو اللجنة التأسيسية في حديث لـ الشرق حاجة السوق الزراعي في قطر لخطة مستقبلية شاملة تعتمد على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتراعي النمو والتطور السكاني، إذ أن قطاع الزراعة يعتبر من القطاعات الحيوية للنمو والاستقرار الاقتصادي. ويضيف الخالدي أننا في قطر نمتلك المؤهلات لتحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي لأننا نمتلك المياه والتربة وكل ما يحتاجه القطاع الخاص الذي يريد الاستثمار بهذا القطاع، وهذا ما دفعنا للتحرك في هذا المجال خاصة بعد الحصار الجائر الذي يصدق عليه قول الله تعالى (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) لأننا وعينا بأهمية الاعتماد على النفس ولذا أسسنا هذه الشركة التي يشكر السيد عبد الله السليطين على ما بذله من جهد في تأسيسها لكي ترى النور، وليكون لها شأن في دعم المزارع القطري من خلال ما ستعمل عليه من مشاريع منها إقامة معمل لتحليل التربة والمياه القطرية، وإدارة بعض المزارع التي لا يمتلك أصحابها القدرة الكافية لإدارتها بما يخدم أهداف تنمية الاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتسويق المنتجات، وغير ذلك من الأعمال التي ستعود بالنفع والفائدة على أصحاب المزارع القطرية.
وبدوره أكد السيد خليفة ثامر الكعبي – عضو الجمعية التأسيسية تفاؤل المساهمين بالشركة والدور المؤمل منها في تلبية احتياجات المزارعين، مضيفا أنه لأول مرة سيجد أصحاب المزارع القطرية والمستثمرون في المجالات ذات الصلة كالثروة الحيوانية من يهتم بهم ويدعم إنتاجهم ويحس بمشاكلهم. وقال الكعبي إن هذه الشركة علاوة على أنها تحمل تطلعات أصحاب المزارع والثروة الحيوانية القطرية تسعى إلى دعم خطط وجهود الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي وهو ما نأمل أن نلمسه بإذن الله فور انطلاق أعمال الشركة.