أجمع سفراء خليجيون في الدوحة أن القمة الخليجية الأمريكية التي ستعقد في الرياض تعكس مكانة دول مجلس التعاون الخليجي في الساحة الدولية. وقال السفراء إن “القمة تعبر عن عمق العلاقات القوية التي تربط الخليج بالولايات المتحدة الأمريكية”.
وأوضح السفراء أن زيارة الرئيس ترمب للمملكة كأول جولة له في الخارج تكتسب أهمية كبيرة، لأنها تأتي في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط صراعات وحروباً دامية وجهوداً لمكافحة الإرهاب، مشددين أنها تدل على الرغبة في تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات في إطار الشراكة الإستراتيجية بين مجلس التعاون والولايات المتحدة والعمل معا من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة وحفظ الأمن الإقليمي والدولي.
في البداية، أكد سعادة عبد الله بن عبد العزيز العيفان، سفير المملكة العربية السعودية لدى الدولة، أن الرياض وكدأبها دومًا ستكون محطة للقاءات ومحادثات تاريخية ستتم غداً الأحد خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، مشيرًا إلى أن القمة السعودية الأمريكية ستتناول العديد من الموضوعات الرامية لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وكذلك قمة خليجية أمريكية، إلى جانب قمة ثالثة عربية إسلامية أمريكية.
وقال السفير العيفان في تصريحات لـ”الشرق” إن اختيار الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية كمحطة أولى لزياراته الخارجية هي مسألة استثنائية غير مسبوقة، وتحمل الكثير من الرسائل والدلالات، فهي من جهة تؤكد متانة ورسوخ العلاقات الإستراتيجية الهامة والتاريخية القائمة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أنها تعكس تقديرًا واحترامًا للدور المحوري الهام الذي يلعبه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آلِ سعود -حفظه الله- على الصعيدين الإقليمي والعالمي على وجه سواء، وأخيرًا فإنها تأتي كتأكيد عملي على مكانة المملكة العربية السعودية ودورها القيادي خليجياً وعربياً وإسلامياً.
مصالح مشتركة
وأوضح السفير السعودي أن كل متابع منصف يرى العمل الجبّار الذي تقوم به المملكة في الدفاع عن قضايا ومصالح الأمتين العربية والإسلامية، ولعل عقد مثل هذه القمم في المملكة العربية السعودية سيُسهم بإذن الله في تحقيق النتائج المتوخّاة والتي تكفل فهمًا أفضل بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية، وعملًا أكثر تنسيقًا وتعاونًا في كافة المجالات ومن أهمها مجال مواجهة الأفكار المتطرفة وإشاعة روح التسامح والمحبة في عالمنا ككل، وكذلك في مجال محاربة الإرهاب فكريًا وماديًا وأمنيًا وسياسيًا.
ونبّه إلى أن البحث خلال هذه القمم سيشمل مجالات هامة سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وعلمية يأتي في مقدمتها تكريس العلاقة الإيجابية والفهم الصحيح المتبادل بين الجانبين، وبما يكفل تقديم الصورة الحقيقة عن الإسلام والمسلمين وتعزيز مبادئ الحوار والتسامح ومحاربة الأفكار المتطرفة، إلى جانب تعزيز الشراكة بين دولنا الخليجية والعربية والإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة الإرهاب.
وأردف بالقول: “من هنا تتضح الأهمية الكبيرة لهذه القمم والتي سيشارك فيها إلى جانب الرئيس الأمريكي خمسة وخمسون ملكاً وأميراً ورئيساً أو رئيس حكومة أو ممثلاً لإحدى الدول الإسلامية، ونعّول الكثير على حكمة هؤلاء القادة في تحقيق الأهداف المتوخاة، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يسدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آلِ سعود ويوفقه في رعاية هذه المباحثات الهامة لتحقيق كل ما يخدم مصالح دولنا وشعوبنا وقضايانا العربية والإسلامية”.
زيارة تاريخية
من جانبه قال سعادة صالح محمد بن نصرة، سفير الإمارات لدى الدولة، إن تلك الزيارة التاريخية تعكس مكانة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول مجلس التعاون الخليج العربية على الساحة الدولية، مؤكدًا أنها تعبر عن عمق العلاقات الوطيدة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي، لاسيَّما وأنها الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأمريكي منذ توليه الحكم في يناير العام الجاري.
وأوضح في تصريحات لـ”الشرق” أن زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية تكتسب أهمية خاصة، فهي تأتي في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط صراعات وحروباً دامية وجهوداً متواصلة لمكافحة الإرهاب بتنظيماته المتطرفة، مشيرًا إلى أنها تدل أيضًا على رغبة دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، على تعزيز التعاون في مختلف المجالات في إطار الشراكة الإستراتيجية بين مجلس التعاون والولايات المتحدة، والعمل معًا من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة وإنهاء بؤر التوتر والعنف حفاظًا على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
تقدير كبير
من جهته، قال سعادة حفيظ محمد العجمي، سفير دولة الكويت لدى الدوحة، إنها زيارة تاريخية بكل المقاييس، كونها تعد الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يفتتح جولته الخارجية للمملكة العربية السعودية الشقيقة، مما يعكس التقدير الكبير للمملكة، ودورها وأهميتها في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف في تصريحات لـ”الشرق” أن أهميتها تأتي أيضًا، لكونها ستشمل مجموعة قمم وهي قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية وقمة مع زعماء وممثلي قادة الدول العربية والإسلامية والقمة السعودية الأمريكية، معبرًا عن أمله أن تطرح هذه القمم حلولًا لمشاكل قائمة، منها ما يتعلق بالجانب السوري والجانب اليمني، والجانب العراقي، والإرهاب والتطرف، إضافة لمشاكل عديدة أخرى قائمة في الوطن العربي والإسلامي.
وأشار إلى أن الزيارة تعد بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي بمثابة ترسيخ لعلاقات متينة ومواقف متطابقة، ورؤية مشتركة لقضايا المنطقة، والعمل معًا من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة. وتابع بقوله: “نفخر بدور المملكة العربية السعودية الشقيقة ومكانتها، ونحسب لزيارة الرئيس الأمريكي أن تطرح حلولاً لمشاكل المنطقة، التي سعت وتسعى إليها دوما المملكة، كقائدة ورائدة للعمل العربي المشترك”.
مرحلة دقيقة
بدوره، قال السيد ناصر فارس القطامي، القائم بأعمال سفارة مملكة البحرين لدى الدولة: “إن القمة الخليجية الأمريكية تكتسب أهميتها من أهمية المرحلة الدقيقة والصعبة التي تمر بها المنطقة من توتر وتصعيد مستمر في اليمن وسوريا والعراق، وما يقوم به الجانب الإيراني من تدخّلات في الشؤون الداخلية لدول المجلس ومحاولته زعزعة الأمن وجعل المنطقة في حروب مستمرة من أجل فرض أجندته الطائفية ونشر الفوضى والعبث بمقدّرات المنطقة للوصول إلى هدفه المنشود”.
وأكد أن عقد مثل هذه القمة يُعزّز الشراكة بين الجانبين، سواء على المستوى الدفاعي أو الأمني أو الاقتصادي، وهي بمثابة رسالة واضحة إلى من يحاول تكدير العلاقة القائمة بين الجانبين، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس ترامب إلى منطقة الخليج العربي جاءت لتأكيد أهمية الشراكة المتينة القائمة بين الجانبين.
وأوضح أن تلك العلاقة راسخة وتبرهن على أهمية دول مجلس التعاون على الخريطة السياسية، ودورها المهم كلاعب سياسي واقتصادي، وتصديها الهام للإرهاب والتطرّف، ووقوفها كحارس لصد الهجمات الإرهابية.