الدوحة – وكالات:
ثمن مواطنون المبادرة الحكومية بدعم أسعار أضاحي العيد بالتنسيق مع شركة ودام للأغذية، وأكدوا نجاحها في تثبيت الأسعار وتنشيط الإنتاج المحلي ومنع تجار المواشي من التحكم في سوق الأغنام أثناء موسم عيد الأضحى المبارك، معتبرين الأسعار المقررة مناسبة بالنظر لكونها تضمن حق التجار في تحقيق هامش للربح وتخفف عن كاهل المواطنين، كما رأى البعض الآخر أن كميات الخراف المتوفرة تفي بالغرض وتتماشى مع العرض والطلب، متمنين أن تعم هذه المبادرة سائر أيام السنة ولا تقتصر على المواسم والأعياد فقط. كما أكدوا أن توفير الوزارة لأكثر من 25 ألف رأس غنم يعتبر كافيا ويغطي السوق في وجود نوافذ أخرى يوفرها تجار الماشية المحليين، مضيفين أن مواصلة وزارة الاقتصاد إطلاق مبادرات تساهم في دعم المواطنين تفتح الفرصة أمام رواد الأعمال إلى الدخول في مشاريع استثمارية جديدة تساهم في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، معتبرين أن مبادرة الوزارة تعتبر تسويقا مجانيا لمنتجاتهم ومشاريعهم بما يضمن لهم نجاح مشاريعهم الاستثمارية مستقبلا.
وفي استطلاع أجرته الشرق حول واقع أسعار الأضاحي وكميتها في ضوء المبادرة الحكومية وتلبيتها لاحتياجات المواطنين خلال أيام عيد الأضحى المبارك، كشف المواطنون الذين التقتهم الشرق عن رضاهم بما قدمته هذه المبادرة من نخفيف عن كاهل المواطنين، متمنين إعادة مراجعة وزارة الاقتصاد والتجارة مستقبلا لمسألة تحديد الأضحية من حيث العدد وهو ما يعجز في بعض الأحيان عن تليبة متطلبات بعض العوائل الكبرى.
نجاح المبادرة
وفي حديثه للشرق أكد السيد سيف عبد الله أحمد سلمان الحيدر أن وزارة الاقتصاد والتجارة وبهذه المبادرة نجحت في رهان تثبيت سعر الأغنام والمواشي في قطر، بعد أن تمكنت بهذا الأسلوب من منع تجار الأغنام من انتهاز فرصة المواسم الدينية للمغالاة في الأسعار ورفع سقف الأرباح، وأعطت كل ذي حق حقه بعد أن ضمنت للتجار أرباحهم بشكل منطقي يكونون به قد استرجعوا تكاليف تربيتهم للمواشي وجنوا فائدة تعبهم عليها طيلة سنة كاملة، كما وفرت في نفس الوقت للمواطنين أضاحيهم بأسعار مناسبة، واستشهد الحيدر على فعالية المبادرة بالمقارنة بين الأسعار الآنية والأسعار التي كان يشهدها السوق قبل سنوات من الآن، حيث كان يصل سعر الخروف فيها إلى 1700 ريال، خاتما بالقول بأن الحكومة بهذا القانون نجحت في فرض رقابة على بائعي المواشي تغنيهم عن الإضرار بجيوب المواطنين، آملا أن يكون ذلك على مدار عام كامل لا في المناسبات الدينية فقط لكي لا يستغل المواطن والمقيم البسيط من طرف كبار التجار.
استقرار الأسعار
من جانبه قال السيد أحمد إبراهيم الحمر إن نجاح المبادرة الحكومية بالتنسيق مع شركة ودام الغذائية في دعم أضاحي العيد جعل قطر تسير عكس تيار أغلب البلدان الإسلامية في العالم، والتي تشهد أسعار المواشي فيها خلال هذا الموسم بالذات ارتفاعا جنونيا لا يضمن للجميع أداء سنة أضحية العيد، الأمر الذي اعتبره متاحا للمواطنين دون الإضرار بقدرتهم الشرائية بعد أن حددت المبادرة سعر الأضحية بين 1200 و1100 ريال، كاشفا أن هذه المبادرة عادت بالفائدة على الكل هنا بالدوحة وليس القطريين وفقط، خاصة أن فعاليتها تعدت المتوقع في السنوات الأخيرة بعد أن ألقت بظلالها على سوق المواشي ككل وليس على نوافذ البيع الخاصة بالمواطنين، وتمكنت من ضرب عصفورين بحجر واحد، ووقف استنزاف جيوب المواطنين في مواسم الأعياد بقضائها على المضاربة، وأتاحت للراغبين في تأدية هذا المنسك الديني ذلك دون التفكير في الجانب المادي، فالأسعار المخصصة للمواطنين داخل نقاط البيع المدعمة من طرف الحكومة لا تختلف كثيرا عن تلك الموجودة في نوافذ البيع العادية، معتبرا المبادرة طريقة غير مباشرة في فرض رقابة على تجار الأغنام تضمن لهم الربح المادي الذي يستحقونه دون الإضرار بالقدرة الشرائية للمواطنين والمقيمين في نفس الوقت، وأضاف الحمر أن وزارة الاقتصاد والتجارة قد تنجح في بسط قبضتها أكثر على أسعار سوق المواشي لو جعلت هذه المبادرة دورية على الأقل بمعدل مرة كل ثلاثة أشهر وألا تربطها بشهر رمضان المبارك وعيد الأضحى المبارك.
العرض والطلب
من جهته قال السيد سالم سعيدان اليامي إن المجهودات التي تبذلها الحكومة في تلبية حاجيات المواطنين تثبت نجاعتها مع كل مناسبة، وذلك في ضوء توجيهات القيادة الرشيدة، كاشفا أن أعداد الأضاحي المدعومة من طرف وزارة الاقتصاد والتجارة والمعروضة للبيع لمصلحة المواطنين تفي بالغرض وتتماشى مع الاحتياجات، بعد أن تمكنت من تحقيق الاكتفاء لدى المواطنين طيلة السنوات الخمس الماضية، كما أبدى اليامي تفاؤله بنجاح وزارة الاقتصاد والتجارة في رهانها لهذا العام حتى قبل الانطلاق في عملية البيع التي ستكون في 14 من الشهر الجاري إلى غاية ثالث أيام العيد وذلك بعد توفيرها لأكثر من 25000 خروف، مضيفا أن النقطة الوحيدة التي يتمنى من السلطات مراجعتها في مبادرة دعم أضاحي العيد هي مسألة عدم تمكين المواطن سوى من شراء خروف وحيد ببطاقته الشخصية، ما قد لا يكون كافيا بالنسبة لبعض العوائل الكبيرة التي قد تحتاج في هكذا مواسم إلى أكثر من خروف لقضاء حاجياتها، ما يدفعها في بعض الأحيان إلى الاقتناء من نوافذ البيع العادية.
المنتج المحلي
وكشف السيد سعد غانم الرميحي أن مبادرة وزارة الاقتصاد والتجارة بالتنسيق مع شركة ودام الغذائية في دعم أضاحي العيد، وبعيدا عن كونها أوقفت تحكم التجار في أسعار المواشي ووضعت وزر تحمل مصاريف كبيرة في سبيل إحياء سنة سيدنا إبراهيم عن عاتق المواطنين، هي تعتبر أيضا تشجيعا على الدفع بعجلة الإنتاج والاستثمار الداخلي في الثروة الحيوانية وتساهم في زيادة حصة المنتوج المحلي في الأمن الغذائي للدولة، كما أن هذه المبادرة قد تنعش حركة رجال الأعمال القطريين من خلال ولوجهم عالم تربية المواشي بهدف استغلال الفرصة، والبحث عن مشاريع استثمارية في هذا المجال، خاصة وأنهم سيكونون ومع كل عيد أضحى على موعد مع بيع مواشيهم لمؤسسة ودام، ما يفيدهم كرواد أعمال من الناحية المادية ومن الجانب التسويقي لمنتجاتهم والذي سيكون مجانيا، زد إلى ذلك إعفائهم للحكومة من البحث عن مصادر توريد في كل مرة، فقطر اليوم تحتوي على كل شيء وما ينقص سوى العمل على تطوير وتنمية الإنتاج المحلي.