وكالات – بزنس كلاس:
أعلنت الرئاسة التركية، أمس، أن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والأمريكي دونالد ترامب، اتفقا على كشف جميع ملابسات قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي وقالت إن اتفاقهما أتى في اتصال هاتفي، ناقشا فيه تطورات قضية خاشقجي، واتفقا على عدم السماح بالتستر على ملابساتها.وقالت الرئاسة إن اتصال أردوغان وترامب بحث قضية خاشقجي ومكافحة تنظيم غولن، والمنظمات الإرهابية في سوريا، والعلاقات الثنائية.
وسبق أن التقى الرئيسان مؤخرا في باريس على هامش مراسم مئوية هدنة الحرب العالمية الأولى، وناقشا بشكل سريع بعض القضايا أبرزها قضية خاشقجي، وفق ما أعلنه البيت الأبيض في حينها.
قالت مجلة “ذا أتلانتيك” إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم أداء بارعا في التعامل مع قضية مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، وجعل منظور المسؤولية عن الأمر تحوم بفاعلية فوق رأس ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، وتمكن أيضا من إعادة ترتيب العلاقة مع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” من خلال الإفراج عن القس الأمريكي المحتجز بتركيا “أندرو برونسون”.
واعتبرت المجلة أن الرواية السعودية الجديدة حول مقتل “خاشقجي”، التي ظهرت الخميس، حاولت التخفيف من الضغط التركي على “بن سلمان حسب ترجمة “القدس العربي”.وتشير المجلة إلى أن “أردوغان” كان يهدف لإضعاف “بن سلمان حسب “سونير شاغباتاي”، الباحث في معهد واشنطن.
واعتبرت “ذا أتلانتيك” أن حلفاء السعودية في الغرب، الذين يريدون إغلاق ملف “خاشقجي”، قد يمنحون أنقرة عددا من الحوافز لكي تتوقف عن توجيه أصابع الإتهام إلى “بن سلمان” مع أن تركيا نفسها طالبت بتحقيق دولي. وحسب “شاغباتاي”، فإنه يمكن لأنقرة أخذ عدد من التنازلات من العرب أيضا، تتعلق بالوحدة الإسلامية “لو حصل الرئيس التركي على مقايضة في هذا المجال مع بن سلمان”.
وواحدة من طرق تحقيق هذه الوحدة، هي رفع الحصار عن قطر وتقول المجلة إنه بناءً على تحليل الأمور، فإن تصريحات وزير الخارجية التركي بأن الإعلان السعودي “إيجابي ولكنه غير كاف” قد يفتح مجالا للتسوية، مثل رفع الحصار عن قطر، واعتبرت أن اتفاق كهذا سيعزز من موقع “أردوغان” في المنطقة.
وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، نعمان قورتولموش، تعليقاً على جريمة قتل جمال خاشقجي، إنه لا يمكن ارتكاب جريمة قتل شخص ما في إحدى البعثات الدبلوماسية في أي مكان في العالم وإخفاء أثره دون تلقي الأوامر من مسؤولين بارزين من دولهم. جاء ذلك في كلمة له، أمس الجمعة، خلال لقائه ممثلي منظمات المجتمع المدني وممثلي وسائل الإعلام في ولاية موغلا جنوبي تركيا.
وبحسب موقع “الخليج أونلاين” فقد أكد قورتولموش أن بلاده تبذل كل الجهود من أجل إجراء تحقيق واضح وشفاف في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي. وأشار إلى أن تركيا لم ولن تتناول قضية جريمة خاشقجي كموضوع سياسي أبداً. وأوضح أن “جريمة خاشقجي مسألة إنسانية، وفتحت شرخاً في ضمير العالم أجمع، إذ يدخل صحفي معروف عالمياً إلى مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول التي تعد واحدة من أكبر المدن في العالم، ويتم إخفاء أثره ولم يخرج منها”. ولفت إلى بيان النيابة العامة السعودية الذي اعترف بمقتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية، وأن خمسة أشخاص هم المسؤولون عن مقتله.
وشدد على أن تركيا تبذل الجهود لكشف جميع تفاصيل جريمة قتل خاشقجي، مبيناً أن بلاده تطالب بإصرار المسؤولين السعوديين بالكشف عمن أعطى الأوامر لارتكاب جريمة القتل. وأوضح أن “الكشف عن الآمرين بقتل خاشقجي وليس فقط المنفذين هي مسؤولية السعودية بداية، ومن ثم مسؤولية المجتمع الدولي”. وأكد أنه لا يمكن التغطية على جريمة مهمة، ومجزرة وحشية مثل قتل خاشقجي عبر تحميل المسؤولية على المنفذين فقط.