المدافع الهداف وحارس المرمى صانع الألعاب وأعداء الدفاع!

 

“هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

تتنوع مهام لاعبي كرة القدم، فلكل مركز وظائفه ومتطلباته، ومن المفترض أن يعتمد تقييم كل لاعب على إتقانه لمهام مركزه الأساسية، لكن هذا لا يحدث في الكثير من الأحيان، فبعض اللاعبين يتم تقييمهم اعتماداً على إتقانهم القيام بمهام غيرهم!
عندما ننظر إلى المستوى الدفاعي ل‍سيرجيو راموس في السنوات الأخيرة، فسنجده يقع في الكثير من الأخطاء التي تكلف فريقه الكثير والكثير، لكنه يحظى بمكانة كبيرة لدى جمهور ريال مدريد، ويعتبره الكثيرون أحد أفضل المدافعين في العالم، لأنه يجيد تسجيل الأهداف! وعندما يقدم زميله بيبي أداءاً أفضل، لا يحظى بربع الإشادات التي يحظى بها الإسباني، حتى لو كان السبب الرئيسي في تحقيق الفوز، لن يشفع له ذلك، طالما أنه ساهم في الفوز من خلال الدفاع عن مرمى فريقه ومنع المنافس من التسجيل، وليس عن طريق تسجيل الأهداف!
ننتقل إلى مركز حراسة المرمى، ما دور حارس المرمى في مساعدة فريقه على الفوز؟ الإجابة واضحة، واسم المركز يكفي لكي لا يتم طرح السؤال من الأساس، لكن هناك من يقيمون حارس المرمى اعتماداً على إتقانه اللعب بقدمه! وهناك مدرب كبير مثل بيب جوارديولا تعاقد مع كلاوديو برافو لهذا السبب! إجادة اللعب بالقدم من المهام الثانوية لحارس المرمى، قد تضيف إلى قيمته، لكن لا يمكن أن تكون المعيار الرئيسي للحكم على الحارس، لأن مرماه سيتعرض لقصف من التسديدات، وسيحتاج إلى مهارة التصدي للكرات، ولن تفيده تمريراته الرائعة في الدفاع عن مرماه!
انتقد أسطورة حراسة المرمى الإيطالي جانلويجي بوفون هذا الأمر، حيث صرح قائلاً: “في آخر 7 أو 8 سنوات أصبح حارس المرمى يستخدم قدمه أكثر، لكنه شيء مزعج أن يتم الحكم على الحارس من خلال استخدامه لقدمه، هذا قلة احترام لمركز حراسة المرمى، فمهمة الحارس الأساسية هي إيقاف الكرات والخروج لالتقاطها وإفساد الهجمات، وبعد ذلك يمكنه معالجة أمر استخدام قدمه”! هل سمعت هذا يا جوارديولا؟! المهمة الرئيسية لحارس المرمى هي حراسة مرمى فريقه، هذا شيء بديهي، لكن المدرب الإسباني يريد أن يتحول حارس مرماه إلى أندريا بيرلو!

يتعرض حراس المرمى ولاعبي المهام الدفاعية للظلم بسبب طبيعة مراكزهم، وتتم الإشادة بهم عندما يتقنون القيام بالمهام الهجومية، فلماذا لا يحدث العكس؟! هل يمكن أن نشيد بلاعب مثل ميسي لأنه يجيد قطع الكرات؟! هل يمكن أن نستمتع بلاعب مثل رونالدينيو لأنه يجيد الدفاع عن مرمى فريقه؟! هل يمكن أن ينجح مهاجم سيء لأنه يجيد القيام بالدوري الدفاعي؟! لن يحدث ذلك، لأن الكثير من المتابعين لا يعنيهم سوى ما يحدث في الشق الهجومي فقط!

Previous post
إيمري: باريس سان جيرمان أثبت أن خسارة برشلونة مجرد حادثة
Next post
راموس: لاروخا يجعلني صديقاً مع بيكيه