دعا طلبة وخريجون في جامعة قطر إلى ضرورة تحديث قائمة التخصصات المتوافرة في الجامعة لكي تواكب احتياجات سوق العمل، وتحولات هذا السوق والرؤية المستقبلية للدولة، مشيرين إلى أهمية أن تكون تلك التخصصات مراعية لرؤية قطر الوطنية 2030 بشكل حقيقي وملموس، من خلال توفير إحصائيات ودراسات مسبقة للمساعدة في تحديد توجهات الطلبة.
وشدد الطلبة في تصريحات لـ “الشرق” على الحاجة الماسة إلى إعادة النظر في التخصصات والمقررات، وأن يكون ذلك بشكل شامل وعام وليس جزئيا، لكي تواكب الجامعة تقدم العلوم والمعارف، والتغييرات الكبيرة التي يشهدها سوق العمل.
وتطرح جامعة قطر مجموعة من برامج التعليم الأكاديمية الجامعية المختلفة التي تعتبر الجامعة أنها تُقدم وفق معايير تعليمية عالية الجودة، إلى جانب طرحها لعدة برامج في الدراسات العليا، وتعتبر الجامعة أنها تمكنت من تقديم مزيد من التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، كما تسعى لجذب الطلاب وإعدادهم وفق أسس تعليمية متطورة في كافة المجالات الأكاديمية ومن ثم تخريج طلاب فاعلين أكفاء قادرين على الخروج لسوق العمل بقوة والوصول إلى أهدافهم التي يطمحون لها.
ورغم ذلك يشير الطلبة إلى ضعف التنسيق بين الجامعة وجهات العمل لمعرفة أعداد الخريجين في كل تخصص ومدى الحاجة إلى تخصصات معينة اكثر من أخرى، مؤكدين أن الطلبة لا يكونون على معرفة كافية بالتخصصات التي يحتاجها سوق العمل، وأن اختياراتهم لا تتم على أسس علمية.
غيرت من هندسة كيميائية إلى تربية.. نوف اليافعي: شواغر وظيفية لا تلائم نفس التخصص
قالت الطالبة نوف اليافعي – كلية التربية – سنة رابعة: إن وجود المعرض المهني لجامعة قطر أسهم في تعريف الطلبة بالفرص الوظيفية المتاحة لكل تخصص، لكن ذلك وحده ليس كافيا، حيث نلاحظ أن الشواغر المتوفرة لا تكون ملائمة لنفس التخصص.
وأضافت: دخلت جامعة قطر على أساس أن أدرس في كلية الهندسة تخصص هندسة كيميائية، ولكن مع نهاية السنة الأولى وجدت أن هذا التخصص غير مناسب لي، فغيرت إلى تخصص تربية – تعليم ابتدائي، ووجدت فيه مسار علوم ورياضيات، وهو يوافق ميولي العلمية وفي نفس الوقت الميول التربوية وطبيعة الشخصية، وهذا أمر مهم في اختيار التخصص.
وبينت اليافعي أن الطلبة يحتاجون إلى إحصائيات حول التخصصات المطلوبة والفرص الوظيفية المتاحة في مختلف القطاعات، حتى يكون التحاقهم بتخصص معين مبنيا على أسس سليمة وليس اختيارا عشوائيا، مشيرة إلى أهمية تشجيع الطلبة على الالتحاق بالقطاع الخاص الذي يتوافر فيه العديد من الفرص الوظيفية وبامتيازات مناسبة.
دعاها إلى الاهتمام بطلبة جامعة قطر.. عبدالله فطيس: جهات العمل مطالبة ببيان التخصصات التي تحتاجها
قال الطالب عبدالله فطيس – كلية الآداب والعلوم – المتوقع تخرجه هذا الفصل: إن على جهات العمل الاهتمام بطلاب جامعة قطر بصورة أكبر، حيث يمكنها الرهان عليهم، مضيفاً أن هذه الجهات مطالبة بالتواصل مع الجامعة لبيان التخصصات التي فيها نقص وتحتاج إلى خريجين.
وبيّن أن الجامعة قامت مشكورة بعمل عدد من الشراكات، ومن بين ذلك الشراكة مع المؤسسة القطرية للإعلام بهدف توظيف طلبة قطريين في قطاع الإعلام، حيث هناك فرص كبيرة في هذا القطاع الحيوي والمهم الذي تحتاجه الدولة.
ولفت إلى أهمية أن تواكب مختلف تخصصات الجامعة تطورات السوق والتقنيات الحديثة، وأن يترافق ذلك مع توعية الطلبة في مراحل مبكرة بالتخصصات الجديدة والفرص الوظيفية المتاحة بعد التخرج، حتى يكون قرار الطالب واختياره مبنياً على معطيات محددة وواضحة.
مسارات عديدة تحتاج إلى مراجعة.. زامل العتيبي: التنسيق ضعيف بين الجامعة وسوق العمل
قال الطالب زامل العتيبي – كلية الآداب والعلوم – سنة رابعة: إن التنسيق بين إدارة جامعة قطر والمؤسسات في سوق العمل ضعيف، حيث نلاحظ غياب التعاون فيما يتصل بتوزيع الطلبة على التخصصات الدراسية وفق احتياجات السوق، مضيفا ان هذا الأمر نتجت عنه زيادة في خريجي تخصص معين على حساب آخر، دون ان يتوافق ذلك مع الاحتياجات المختلفة، التي يفترض أن تحدد وفق دراسات وتحليلات واضحة واستشراف للمستقبل.
وأوضح العتيبي أن هذا الواقع فرض على الطلاب أنفسهم مزيدا من الجهد والمتابعة لمعرفة توجهات سوق العمل، للابتعاد عن التخصصات الفرعية التي قد لا يجد لها الطلاب وظيفة، ومن ذلك تخصص سياسات التخطيط والتنمية الذي أدرسه حاليا، مع أن هذا التخصص مهم ضمن رؤية قطر الوطنية وللتخطيط التنموي والاستراتيجي، لكن ضعف التواصل بين الجامعة وجهات العمل سبب في عدم معرفة هذه الجهات بطبيعة التخصص وأهميته خلال المرحلة المقبلة.
وأعرب عن أمله أن تقوم جامعة قطر بمراجعة العديد من المسارات الدراسية، نظرا للحاجة الكبيرة إلى ذلك، مشيراً إلى أهمية الربط بين ما يطرح من مسارات وسوق العمل.
كما أشار إلى ضرورة التنسيق بين الجامعة ووزارة التنمية الإدارية لكي يكون توزيع التخصصات الدراسية متوازناً ويلبي كافة احتياجات الدولة.