يتكشف يوماً بعد يوم الدور الخطير والخبيث الذي بدأت الإمارات العربية لعبه وراء الستارة في الكوارث التي تشهدها منطقتنا، فلم تكد فضيحة معتقلات ومراكز الموت التي تديرها في اليمن تخرج إلى العلن حتى بدأت سلسلة جديدة بالظهور عن “الدور الجديد” الذي تريد الإمارات أن تلعبه في المنطقة والعالم. وفي حادثة جديدة على “رقي” الإمارات و”إنسانيتها”، روى الطبيب القطري محمود الجيدة المعتقل السابق لدى السلطات الإماراتية تفاصيل القبض عليه واعتقاله في مطار دبي، وذلك خلال حواره مع برنامج الحقيقة على تلفزيون قطر، وقال إنه تعرض للتعذيب النفسي والبدني والإهانة خلال فترة التحقيق معه عقب اعتقاله.
بدأ الدكتور محمود الجيدة حديثه في المقابلة التلفزيونية قائلا: إنه تم إيقافه في مطار دبي عن طريق الترانزيت أثناء عودته من تايلاند متجها إلى الدوحة، وحينما نزل مطار دبي للترانزيت شعر أن هناك تأخيرا في مطار دبي عند الجوازات، وبعد ذلك سمحوا لي بالدخول وشعرت بحركة غير طبيعية حولي، وعقب ذلك أوقفتني موظفة الجوازات وقالت لي راجع الأمن، وفي النهاية تم ختم بطاقة الخروج للسفر ثم فوجئت بشخص يبلغني باصطحابي وأدخلني غرفه واخرجوا جميع اغراضي وهاتفي وظل يسألني عن ” الرسالة ” فقلت له ليس لدي أي رسالة فقاموا بتفتيش حقائبي وقلت لهم أرجوكم زوجتي دخلت الى المستشفى ومريضة ولا تأخروني حتى ألحق بالطائرة المتجهة إلى الدوحة فقال لي الموظف لا تقلق وبعد التفتيش لم يجدوا شيئا.
سيارة سوداء
ثم أبلغوني بأنني سوف اتوجه الى مركز الشرطة لكي أوقع بعض الاوراق وأرجع مرة ثانية وأثناء خروجي عند باب المطار، وقلت لهم اريد سفير دولة قطر ومحاميا فأبلغني في مركز الشرطة وعند باب المطار اصطحبوني داخل سيارة سوداء وعصبوا عينيّ وكبلوني وكنت وقتها اعتقد انني اتوجه الى قسم الشرطة واقوم بالتوقيع على الاوراق ثم أسافر وان هذا أول مرة اتعرض لهذا الموقف ونزعوا ساعتي وانا معصوب العينين وظللت داخل السيارة ما يقارب من ساعة تقريبا وبعدها أنزلوني من السيارة وكان هناك عنف في جذبي من السيارة بعد وصول السيارة السوداء الى المكان الآخر حيث استغرقت الرحلة من مطار دبي الى هذا المكان ما يقارب من ساعة و10 دقائق تقريبا، وبعد ذلك أدخولني غرفة ورفعوا عصبة عيني وطلبوا مني تبديل الثياب احضروه لي، وبعدها عصبوا عينيّ للمرة الثانية وتوجهت الى مبنى آخر وشعرت ان هناك عدة اشخاص ما بين 6 و8 أشخاص وانا مصدوم من الذي حدث لي وهناك خوف يمتلكني وارتباك من هذا الموقف الغريب.
اعتقال
وبدأ هؤلاء الاشخاص في الاستهزاء بدولة قطر ورموزها وبشخصي حيث إنهم اعتقلوني دون اي بلاغ أو محضر محرر ضدي وأقسم لي احد الاشخاص أنني اذا تعاونت معهم وجاوبت على أسئلتهم فسوف يقومون بتوصيلي للمطار خلال 5 ايام فرددت عليهم انا ليس لدي اي شيء أخفيه وكل هذا وعيناي معصوبتان وكان جميعهم يتحدثون باللهجة الإماراتية فسألني عن أحد الأشخاص فأبلغته أنني لم أعرفه ففوجئت بأحد الأشخاص الموجودين يوجه لي صفعة قوية على وجهي، وهذه الصفعة جرحتني وأنا في الخمسين من عمري حيث ان طول طفولتي لم يضربني أحد، فأبلغني أن في كل مرة سوف أكذب سوف يضربني فابلغته أنني أقول الحقيقه ولا شيء أخفيه ولا أقول سوى الحقيقة.
استهزاء بالإخوان
وقالوا لي في حال تعاونك سوف نسمح لك بالسفر الى بلادك وبعدها ظلوا يستهزئون بالإخوان المسلمين وحماس وسألوني لماذا قطر تتدخل في أمور السياسة وليبيا قلت لهم ليس لدي إجابة عن هذه الأسئلة وبعد ذلك حاولت تأليف بعد الكلام بسبب الخوف والإهانة ومن اجل خروجي بسرعة وأن أقوم بمواكبتهم حتى أستطيع العودة الى بلادي.
الضرب بالعصا
واستطرد الجيدة قائلا: وبعد ذلك سألوني عن شخص آخر أيضا فقلت لهم لا أعرفه ففوجئت وقتها بشخص آخر ينهال عليّ بالضرب المبرح على وجهي وأنحاء متفرقة على جسدي وعلى قدمي وظهري وبطني بشكل عشوائي ووجدت آثار دم وتوجهت إلى عيادة طبية خاصة بهم وكل هذا وأنا معصوب العينين وبعد ذلك طلبت منهم تأدية صلاة العشاء فقالوا لي لكي أتوضأ عليّ أن أخلع جميع ملابسي وانا تكون بحيازتي فوطة فقط وأنا طبيعتي خجول وفوجئت بالصدمة من هذا الطلب وفي النهاية قمت بتأدية صلاة العشاء ودخلوا عليّ عقب انتهائي من الصلاة ثم اصطحبوني إلى شخص آخر داخل المعتقل وظل يتحدث عني بأسلوب أفضل وطلب مني أن احكي قصة حياتي منذ الصغر سواء في المدرسة أو الجامعة وسألوني عن أصدقائي السعوديين الذين درسوا معي في الجامعة وجميعها أسئلة عامة طيلة الليل.
ضغوط للاعتراف
وأضاف الدكتور الجيدة قائلا: وظل يسألني عن كل اسم في الهاتف الخاص بي وعلاقته بالإخوان المسلمين وكان تفكيرهم أن علاقتي بأي شخص يكون تابعا للإخوان، وابلغتهم أنني إنسان ملتزم وأحب الوسطية واحترم أحكام الشيخ القرضاوي إن كنت لا أعرفه شخصيا، وأنكرت علاقتي او اي ارتباط بالإخوان وظلوا يمارسون ضغوطا عليّ لكي أعترف أنني عضو في جماعة الإخوان وإلا فسوف أتعرض للضرب والتعذيب.
3 أيام بدون نوم
وقال الجيدة: لم يسمح لي بالنوم طيلة 3 أيام منذ لحظة القبض عليّ ولم أتذوق النوم حتى اصبت بالانهيار وفي يوم أثناء استجوابي المستمر على مدار ايام شعرت بالعطش فطلبت منهم شرب الماء فأحضروا لي زجاجة مياه مفتوحة فتخوفت أنا اشرب منها ولكن مع العطش شربت منها وبعد ذلك وتحديدا بعد ربع ساعة شعرت أنني اتحدث دون إرادة وكنت اضحك واتحدث بدون قيود.
رموز الدولة
بدأوا يسألونني عن رموز قطر وتحديدا سمو الأمير الوالد وكان وقتها أمير البلاد وعلاقته بالاخوان وهل يعطيني أموالا لكي أقوم بتوصيلها إلى الإخوان، وأنا كنت مستغربا من هذه الأسئلة وابلغتهم أنني لم أر سمو الأمير الوالد إلا من خلال التليفزيون لكنهم اصروا على ارتباط قطر بالإخوان المسلمين وأنني عضو في الجماعة كما سألوني عن معالي الشيخ حمد بن جاسم رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في ذات الوقت وسمو الشيخة موزا وكل هذه الأسئلة لم يكن لدي أية إجابة بشأنها كما سألوني عن سر حب سمو الأمير الوالد للشيخ القرضاوي وتأييد حماس فأبلغتهم بأنه ليس لدي أي إجابة.
ضرب مبرح
وبعدها حدث خلاف بيني وبينهم فقاموا بطرحي أرضا وأنهالوا عليّ بالعصا على بطني وظهري وقدمي وهناك أحد الأشخاص وجه لي لكمة قوية في وجهي ظللت أتألم منها لمدة يومين، وقلت له حسبي الله عليك، وفي يوم الخميس عند المغرب ابلغوني أنهم سوف يسمحون لي بالنوم لأنني أتجاوب معهم ورجعوا مرة ثانية يسألونني نفس الأسئلة وخلال هذه الفترة سألتهم عن السفارة القطرية فأبلغوني أنهم سوف يحضرون لك في الوقت المناسب وهناك أحد الاشخاص اقسم أنه في اليوم الخامس سوف اتوجه الى الدوحة وقلت لأحدهم متى سأسافر فرد عليّ أحدهم قائلا ان قضيتي تحولت إلى قضية سياسية وحلها في أيدي شيوخ الإمارات وأن هناك خلافا بين دولة الإمارات وقطر وأن قضيتك ليست في أيدينا وأنها في أيدي الشيوخ .
حبس انفرادي
وقال الدكتور الجيدة: حتى هذه اللحظة لم استطع أن اتحدث إلى أسرتي أو أبنائي ولم يعرفوا عني شيئا وكنت معتقلا انفراديا وكنت في حالة نفسية سيئة حيث ظللت في حبس انفرادي 8 أشهر و15 يوما وبعدها سمحوا لي ان اتحدث الى زوجتي لمدة دقيقتين فقط، وابلغوني ان ابلغ زوجتي ان الامور طيبة وان العطلة في انهاء بعض الاوراق فقط وهذا حسب تعليمات الضباط في المعتقل، وبعدها حضروا لي ليلا وأبلغوني أن هناك أحد الشيوخ بالامارات يرغب في سماع اقوالك واعترافاتك لكي تسافر إلى أهلك وقاموا بتسجيل اقوالي بالصوت والصورة لكي يراها الشيخ وبعدها كذلك بلغوني أن هناك مقابلة مع مسؤول وابلغوني انني اتجاوب معه وظل يصر ايضا انني من الاخوان رغم النفي الشديد.
8 شهور ونصف
وقال خلال الاعتقال لمدة 8 شهور لم يكن هناك أي محاكمات أو وجود محام يدافع عني وبعد ذلك بعد 8 شهور ونصف الشهر تم نقلي الى السجن العام ودخلت في عنبر به 3 اشخاص وطلبوا مني التوقيع على محضر استجواب حوالي 36 ورقة وبالفعل قمت بالتوقيع عليها داخل السجن الانفرادي دون أن اقرأ لأنهم لم يسمحوا لي بذلك، واتذكر انني تعرضت للمرض اثناء السجن الانفرادي وتم عرضي على الدكتور واعطاني حبوبا لكن دون نتيجة .
التهديد
واضاف قائلا: لقد تعرضت للأذى النفسي لن أنساه وتم تهديدي بالكرسي الكهربائي وقالوا نستطيع ذبحك ولدينا مقبرة وبعدها تم عرضي على المحكمة وكان السفير موجودا ورأيت اهلي وابلغني السفير ان قطر تقف بجانبي وحكومة قطر لم تقصر مع أسرتي في الانتقال الى المحكمة في الامارات، وعند الافراج عني قاموا بتوصيلي الى المطار وعند المطار طلبوا مني ألا انشر ما حدث لي على تويتر فقلت لهم انني لست ناشطا في تويتر ولكن سوف اشتكي عند رب العالمين.