مسطرة الخسائر في إيران تعود إلى الذاكرة
الشركات الفرنسية قلقة من تواصل الحصار على قطر
تهديدات متوقعة وعقود ضخمة قد تذروها رياح الحصار
294 شركة فرنسية تعمل في السوق القطري
بزنس كلاس – باسل لحام
قالت مصادرمطلعة ان القلق بدأ يتسرب للعديد من الشركات الفرنسية العاملة في قطر لتنطلق فعليا بالضغط على حكومتها من اجل التحرك حتى لا يصيب هذه الشركات ما اصابها في السوق الإيرانية نتيجة الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة الامركية على ايران في السنوات الماضية ولتمر حصتها في هذه السوق الضخمة من 7 % قبل الحصار إلى ما دون 1% حاليا.
ونقلت صحيفة فرنسية هاجس الشركات الفرنسية إلى الرأي العام، مشيرة إلى شركات بلادها لا تريد أن تصيبها كارثة جديدة جراء تواصل الحصارالمفروض على قطر من قبل دول الجوار.
وقالت لاكسبريس الفرنسية ان قطر أصبحت منذ فترة طويلة وجهة للشركات الفرنسية ، حيث تساهم هذه الشركات في تنفيذ مشاريع بقيمة 200 مليون يورو في عديد القطاعات على غرار البنية التحتية والنفط والغاز والصناعات البتروكماوية وغيرها من الشركات العاملة تحت “الفرنشايز”.
قوائم طويلة
وتعتبر كلا من توتال وفنشي، و”سي آن سي أف”، و”أر اي تي بي” من ابرز الشركات العاملة في السوق القطري ولكنها لا تقتصر عليهم فقط وتطول القائمة التي تضم مونبري ولاكوست ولانكوم .. لذلك عندما وُجدت قطر نفسها ، بين عشية وضحاها تحت الحصار وجدت العديد من الشركات الفرنسية نفسها تحت الحصار ايضا وهو أمر لا يفرح كثيرا القائمين عليها وفق ذات المصادر.
وهكذا، قبل الحصار، كانت آفاق الشركات الفرنسية العاملة في قطر واعدة جدا نتيجة مشاركتها في جملة من المشاريع العملاقة التي تنفذ في الدولة في اطار مشاريع كأس العالم للعام 2022 وإطار “رؤية قطر الوطنية 2030،” فعلى سبيل المثال فازت شركة فينشي بتطوير الخط الأحمر لمترو الدوحة بصفقة قيمتها 1.5 مليار دولار. كما فازت غيرها من الشركات الفرنسية مثل تاليس بالصفقات الكبرى مما مثل تأثيرا جد ايجابي على الاقتصاد الفرنسي، كما استقادت الشركات الصغرى و المتوسطة الفرنسية من النمو الكبير الذي شهده الاقتصاد القطري من خلال نمو الصفقات الجارية، و ارتفاع و تيرة التجارة الخارجية الفرنسية، التي تكون فيها عادة الشركات الصغرى و المتوسطة القاطرة الحقيقية لارتفاع الصادرات لقدرتها على التأقلم مع متغيرات السوق العالمية.
قلق متصاعد
ومع تواصل الحصار المفروض على قطر من قبل دول الجوار بدأت وتيرة السؤال بالارتفاع ” إلى متى ” يتصاعد القلق لدى اصحاب الشركات الفرنسية في ظل تخييم الهاجس الإيراني على مخيلة صاحب القرار الفرنسي ، و الذي يتذكر جيدا كيف فقدت العلامة الفرنسية “بيجو” 450 ألف سيارة في السوق الإيراني نتيجة العقوبات التي فرضت عليها منذ العام 2000.
وتتذكر ايضا مخيلة الشركات الفرنسية جيّدا كيف تراجعت حصتها من السوق الايراني من 7% إلى 1% و تكلفته القاسية ، حيث نسجت هذه الشركات علاقات طويلة وعميقة في الاقتصاد الإيراني امتدت لعشرات السنوات.
تبادل تجاري واستثمارات
وبالنظر في حجم التبادل التجاري وحجم الصادرات والواردات والاستثمارات بين البلدين نجد أن حجم التبادل التجاري بلغ في عام 2016 حوالي 7.5 مليار ريال قطري، حيث بلغت قيمة إجمالي الصادرات التي تمثلت في الغاز الطبيعي ومنتجات نفطية من الزيوت ومنتجات التقطير والمواد الكيميائية العضوية ومصنوعات معاد تصديرها ما يقارب 3 مليارات ريال في عام 2015 ،فيما بلغت قيمة الواردات في نفس العام ما يقرب من 4,5 مليار ريال قطري.
هذا وقد ارتفعت حصيلة الاستثمارات الفرنسية المباشرة وغير المباشرة في مختلف القطاعات والأسواق القطرية ليبلغ عدد الشركات الفرنسية التي تعمل في السوق القطري 294 شركة منها 66 شركة بملكية فرنسية بنسبة 100% ، كما توجد استثمارات قطرية متنوعة في الجمهورية الفرنسية .
وتغطي الاستثمارات القطرية في الجمهورية الفرنسية التي تتجاوز 30 مليار يورو، العديد من مجالات النشاط الاقتصادي، إلى جانب العديد من المحافظ العقارية والمحافظ التشغيلية.
وبحسب وزارة الخارجية تجذب فرنسا 10 % من الاستثمارات القطرية في الخارج ، لا سيما بسبب اتفاق ضريبي يعفي عقارات دولة قطر والهيئات العامة، وينتظر ان تستثمر قطر نحو 10 ملياردولار غضافية في الشركات الفرنسية الكبرى
وكانت قطر اشترت متاجر لوبرانتان الكبرى ومجموعة لوتانور للصناعات الجلدية وحصصا في مجموعات مدرجة في بورصة كاك 40 مثل توتال (3% وربما 5% المستثمر الثاني) وفيفندي (3%) ولاغاردير (12. 8% المستثمر الأول) وفينسي (5.5% المستثمر الثاني) وفيوليا البيئية (5%) وإل في إم إش (1%)