الانتخابات الأميركية.. أهم 10 أسئلة يبحث عنها المستثمرون

تتجه الأنظار في جميع أنحاء العالم نحو الولايات المتحدة الأميركية، حيث يستعد الناخبون في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية يُتوقع أن تؤثر بشكل كبير على الساحة السياسية الدولية.

ومع اقتراب الانتخابات، يبحث المستثمرون بشكل خاص عن كيفية تأثير النتائج المحتملة على الأسواق؛ سواء كانت السياسات المالية والتجارة وكذلك التأثيرات المحددة على القطاعات المختلفة.

في هذا السياق، أعد ساسكو بنك saxo مذكرة أجاب فيها على عشرة أسئلة رئيسية عادة ما تكون حاضرة بقوة في إذهان المستثمرين خلال فترة الانتخابات، فيما يخص السيناريوهات المحتملة لأداء الأسواق حال فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، أو فازت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، ومن واقع برامجهما الاقتصادية التي أفصحا عن تفاصيلها خلال الفترات الأخيرة.

◾ من هو المرشح الأوفر حظاً للفوز في انتخابات 2024 الرئاسية؟

لم يحدد تقرير البنك المشار إليه هوية المرشح الأوفر حظاً، واكتفى بالإشارة لمجموعة من النصائح العامة لتحديد هوية ذلك المرشح، في وقت تقدم فيه أسواق المراهنات واستطلاعات الرأي رؤى مختلفة حول من هو المرشح الذي يتصدر السباق.

تتيح منصات المراهنات مثل Polymarket للمستخدمين وضع رهانات بأموال حقيقية على نتائج الانتخابات، مما يوفر لمحة آنية عن شعور السوق. بينما غالباً ما تتقلب الاحتمالات على هذه المنصات بناءً على تطورات الحملة الانتخابية والمناظرات، أو الأخبار العاجلة. على الرغم من أن أسواق المراهنات لا تتماشى دائمًا مع بيانات الاستطلاعات، إلا أنها يمكن أن تسلط الضوء على المكان الذي يعتقد فيه المستثمرون أن الزخم يتجه.

 

كما تظل الاستطلاعات أداة رئيسية في قياس شعور الناخبين، للحصول على صورة واضحة، يمكن للمستثمرين التركيز على المجمعات مثل FiveThirtyEight وRealClearPolitics، التي تجمع وتعدل عدة استطلاعات. . تساعد هذه الطريقة في تسوية تحيزات وأخطاء الاستطلاعات الفردية.

◾ ما هي الاختلافات الاقتصادية الرئيسية بين ترامب وهاريس؟

يتبنى كل مرشح نهجاً سياسياً مختلفاً؛ وقد يكون له تأثيرات متفاوتة على القطاعات وفئات الأصول.

بالنسبة لترامب، يُتوقع منه زيادة الإنفاق المالي مع تخفيضات ضريبية، واستمرار وتمديد الرسوم الجمركية، والاستقلال في مجال الطاقة، مما قد يعزز قطاعات الدفاع والطاقة، ولكنه قد يضغط على العلاقات الدولية.

أما هاريس، يركز جدول أعمالها على زيادة الإنفاق الحكومي ولكن مع زيادة الضرائب، والتعاون في التجارة الخارجية، مع تركيز قوي على الطاقة المتجددة. قد تفضل بذلك الاستثمارات المستدامة وتخفف الضغط على أسعار السلع.

◾ ما هي السيناريوهات الإيجابية والسلبية المحتملة بعد الانتخابات؟

السيناريو الإيجابي: حالة جمود في حال فوز هاريس بالرئاسة، لكن فقدان الديمقراطيين السيطرة على مجلس الشيوخ يُعتبر نتيجة صديقة للسوق. وسيحافظ ذلك على التوازن السياسي الحالي، مما يتجنب زيادات ضرائب الشركات مع منع تقديم رسوم جديدة، مما يدعم استمرار نمو السوق.

السيناريو السلبي: يُنظر إلى انتصار ديمقراطي شامل على أنه الأكثر سلبية، حيث من المحتمل أن يؤدي إلى زيادة ضرائب الشركات (من 21% إلى 28%)، مما يسبب تعديلًا سريعًا نحو الأسفل في تقييمات الشركات وبيع محتمل في الأسهم الأميركية. ومع ذلك، تبقى احتمالية انتصار ديمقراطي شامل منخفضة (..).


 


◾ كيف ستؤثر الانتخابات على تقلبات السوق؟

تاريخياً، ترتبط الانتخابات الأميركية بزيادة تقلبات السوق. ولا يختلف هذا العام عن السياق الرئيسي؛ إذ يسعر المستثمرون تداعيات التغيير المحتمل في القيادة أو استمرار السياسة الحالية.

غالباً ما يتم دفع التقلبات بسبب عدم اليقين، والمجالات الرئيسية مثل الإنفاق المالي وسياسة التجارة، والعلاقات الخارجية التي هي محور النقاش.

النقطة الرئيسية التي يشير إليها البنك في هذا السياق، هي ضرور ة الاستعداد لتقلبات محتملة على المدى القصير من خلال تنويع جزئي عبر فئات الأصول. مع الوضع في الاعتبار إضافة أصول ملاذ آمن مثل الذهب (..).

◾ كيف يكون أداء الأسواق في سنوات الانتخابات؟

التفاعل بين الانتخابات الرئاسية وأسواق الأسهم معقد. بشكل عام، يُتوقع أن تؤدي الأسواق بشكل جيد قبل الانتخابات حيث يسعى الرئيس الحالي إلى دعم الاقتصاد ليظهر بشكل جيد.

◾ كيف أدت الأسواق تاريخيًا بعد الانتخابات الأمريكية؟

تاريخيًا، غالبًا ما تشهد الأسواق زيادة في التقلبات في الأسابيع التي تلي الانتخابات الأمريكية حيث يقوم المستثمرون بضبط أنفسهم وفقًا للنتائج. ومع ذلك، على المدى الطويل، تميل الأسواق إلى الاستقرار والأداء الإيجابي بغض النظر عن الحزب الفائز، مدفوعةً بالظروف الاقتصادية الأوسع وليس فقط التغييرات السياسية.

أما فيما يخص الاتجاهات بعد الانتخابات، فيشير التحليل إلى أن الفائز يميل إلى تخفيف عدم اليقين، مما يؤدي إلى استقرار السوق والتركيز على الأسس الاقتصادية.

كما يمكن أن يزيد سيناريو الجمود من عدم اليقين السياسي، مما قد يؤدي إلى تقلبات؛ ذلك أنه من المحتمل أن تؤدي نتيجة انتخابات مطولة ومتنازع عليها، كما حدث في 2020، إلى زيادة التقلبات، خاصة إذا تجسدت أي شكل من أشكال الأزمة الدستورية.

بالتالي يُتوقع حدوث تقلبات على المدى القصير، ولكن الاتجاه طويل الأجل يميل عادةً نحو الارتفاع بمجرد أن يهضم السوق نتيجة الانتخابات. يمكن أن يساعد التنويع في تحمل هذه التقلبات.


فوز دونالد ترامب بالانتخابات سيزيد الدين الأميركي بمقدار الضعف مقارنة بهاريس


◾ أي القطاعات من المرجح أن تستفيد من فوز كل مرشح؟

سيختلف أداء القطاعات بشكل كبير اعتمادًا على من يفوز بالرئاسة.. إذا فاز ترامب، من المرجح أن تكون القطاعات التالية هي الفائزة:

الدفاع: من المرجح زيادة الإنفاق على العقود العسكرية والدفاع.

الطاقة: من المتوقع استمرار التركيز على الوقود الأحفوري والاستقلال في مجال الطاقة.

التكنولوجيا: قد تستفيد القطاعات التكنولوجية من التخفيضات الضريبية، على الرغم من أن الحروب التجارية قد تجلب تحديات.

أما إذا فازت هاريس:

الطاقة المتجددة: قد يسهم التركيز على الاستدامة في تعزيز الاستثمارات في الطاقة النظيفة.

الرعاية الصحية: من المحتمل أن تعيد إصلاحات الرعاية الصحية تشكيل القطاع، ولكنها قد تقدم أيضاً فرصاً جديدة للابتكار.

التجارة الدولية: قد تستفيد الصادرات العالمية من تخفيض الرسوم الجمركية والتركيز على التعاون.

◾ ما هي الأسهم التي قد تكون مثيرة للاهتمام قبل الانتخابات الأمريكية؟

قد يأتي التأثير الأكبر على السوق من اكتساح أي من الحزبين، مما يسمح لهما بالمضي قدماً في أجندات طموحة.

وفيما يلي نظرة على الأسهم الرئيسية التي يتعين مراقبتها بناءً على نتائج الانتخابات المختلفة:

فوز الجمهوريين: خفض الضرائب على الشركات وتخفيف القيود التنظيمية لمكافحة الاحتكار من شأنه أن يفيد وول ستريت وشركات التكنولوجيا الكبرى والبنوك.

– يمكن أن تستفيد أسهم الدفاع مثل لوكهيد مارتن وراينميتال من زيادة الإنفاق العسكري.

– قد تحقق أسهم الطاقة مثل إكسون موبيل وشيفرون أداءً جيدًا مع التركيز المستمر على الطاقة التقليدية.

– قد تستفيد أسهم البنية التحتية مثل كاتربيلر  من زيادة الإنفاق.

– يمكن أن تستفيد بنوك مثل جي بي مورغان (JPM) وغولدمان ساكس من الاندفاع المحتمل لعمليات الدمج والاستحواذ.

– من الممكن أن تستفيد الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة من التخفيضات الضريبية المحتملة التي يقترحها ترامب على الشركات.

فوز الديمقراطيين: إن زيادة الإنفاق على التكنولوجيا الخضراء ودعم المستهلكين ذوي الدخل المنخفض من شأنه أن يؤدي إلى دفع النمو في الطاقة المتجددة والبنية الأساسية.

– قد تشهد أسهم الطاقة المتجددة مثل NextEra Energy (NEE) وFirst Solar (FSLR) مكاسب مع زيادة التركيز على مبادرات الطاقة النظيفة.

– قد تستفيد شركات التكنولوجيا العملاقة مثل Apple  و Microsoft  من انخفاض التوترات الجيوسياسية واستقرار التجارة العالمية.

◾ هل ستؤثر الانتخابات على الدولار الأميركي؟

نعم، قد تشهد أسواق العملات وأسعار الفائدة تقلبات. وتميل الأسواق إلى تقييم النتائج السياسية مقدمًا، ولكن النتيجة المفاجئة قد تؤدي إلى تحركات حادة.

تأثير ترامب: قد تؤدي سياسات ترامب المؤيدة للنمو مع استمرار التحفيز المالي إلى التضخم وتؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار الأميركي في الموجة الأولى. كما قد تؤدي الحروب التجارية المتزايدة إلى تقوية الدولار الأميركي، في حين تضعف العملات مثل اليوان الصيني أو العملات الأجنبية الآسيوية الأخرى.

تأثير هاريس: إن سياسات هاريس أقل وضوحاً، ولكن من الناحية التكتيكية قد تعني تخفيفًا للعملات المعرضة للرسوم الجمركية، مما يؤدي إلى إضعاف الدولار الأميركي. كما أن العلاقات الخارجية الأكثر استقرارًا قد تعني أيضًا ضعف الدولار الأمريكي في الأمد القريب، ولكن المزيد من الاستقرار الهيكلي.

◾ كيف ينبغي لي أن استثمر  “بغض النظر عمن يفوز”؟

بغض النظر عن نتائج الانتخابات، تظل مبادئ استثمارية معينة مثل مبادئ التنويع والتركيز على الأمد البعيد ذات قيمة في التعامل مع حالة عدم اليقين في السوق. وبغض النظر عن النتيجة، فمن المتوقع أن تستمر أو تتسارع العديد من الاتجاهات، مما يوفر مجالات رئيسية لاستكشافها:

الإنفاق على البنية التحتية: نتوقع زيادة في الاستثمار في البنية التحتية بغض النظر عمن يفوز، مما يعود بالنفع على قطاعات مثل البناء والمواد والصناعات.

مخاطر التضخم: مع تجاوز العجز المالي 6%، قد تظل الضغوط التضخمية قائمة. لذا، ينبغي النظر إلى السلع الأساسية وسندات الخزانة المحمية من التضخم وصناديق الاستثمار العقاري باعتبارها استثمارات محمية من التضخم.

الذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي: بغض النظر عمن سيفوز، فإن تطوير الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والكهرباء تظل مجالات نمو رئيسية.

الإنفاق الدفاعي: في ظل عدم الاستقرار الجيوسياسي، من المرجح أن تزيد ميزانيات الدفاع في ظل أي من الرئاستين، مما يوفر إمكانات في أسهم الدفاع في ظل وجود كلا المرشحين.

الطاقة النظيفة: مع التركيز على أهداف صافي الانبعاثات الصفرية وانخفاض أسعار الفائدة، قد ترتفع استثمارات الطاقة النظيفة.

الرعاية الصحية: بفضل موقعها كقطاع مبتكر ودفاعي، يمكن للرعاية الصحية أن تستمر في الازدهار، على غرار التكنولوجيا في الدورات السابقة.

السابق
وزارة التجارة والصناعة ووكالة ترويج الاستثمار في قطر تناقشان تحديات القطاع الخاص
التالي
فندق شيراتون مول الإمارات دبي يكشف النقاب عن ويرتقي بمفهوم الضيافة في دبي حلّته الجديدة